الثلاثاء، 13 مايو 2008

حركة حماس

حركة حماس
صوت زاعق في بيئة صامته
خالد فياض
مقدمة
بعد مرور اكثر من عامين على قرار حماس الانغماس في صلب النظام الفلسطيني بشقيه، منظمة التحرير والسلطة الوطنية.وصار هذا التوجه حقيقة ماثلة، أبرز تجلياتها الجهوزية الفائقة لانتخابات المجلس التشريعي للسلطة ثم المشاركة القوية فيها وأخيرا فوزها بما يزيد عن 50% من مقاعد المجلس، بل دخولها على خط تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة بعد أن قدمت الحكومة الحالية استقالتها وقول رئيس الوزراء أحمد قريع: إن على حماس تشكيل الحكومة الجديدة.
بين صدور القرار وفوز حماس واقعيا، لم ينقطع سيل التساؤلات عن مغزى هذه الخطوة، أسبابها وأهدافها القريبة والبعيدة، الباطنة والمعلنة، وتداعياتها على جوهر الحركة وخطابها الداخلي والخارجي، وكذا بالنسبة لطبيعة النظام الفلسطيني وتوجهاته على كافة الصعد ولا سيما إزاء آفاق الصراع مع إسرائيل، تفاوضا وتسوية سلمية أم ممانعة وديمومة للمقاومة المسلحة أم كليهما معا.
كأن خطوة حماس والحال كذلك ألقت بضعة أحجار حركت بها بالتزامن والتوازي أكثر من بركة طال العهد برتابتها وخمولها. حدث ذلك وما زالت أصداؤه تتوالى على صعد قوى النظام الفلسطيني المدنية والسياسية وفي طليعتها الحزب الحاكم "فتح"، وهو ما يصدق تماما بالنسبة للأطراف المعنية بأحوال ومآلات هذا النظام ومساراته وميوله وخياراته: إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية والأوربية على المستويين القومي والجماعي، والأطر الأوسع ذات الصلة بعملية التسوية كالرباعية الدولية.
والحق أن تدافع هؤلاء بحثا عن إجابات نهائية لأسئلة لا حصر لها تخص حماس، بل وعدم انتظار بعضهم لردودها وتطوعهم العاجل بعروض من لدنهم للإجابات التي يأملون في صدورها عنها، انتقل بحماس من سياق التأثير المحلي إلى مرتبة القوة المؤثرة إقليميا وربما أيضا عالميا. لا نقول ذلك من باب السخرية فقط؛ إذ إن كل شاردة وواردة وإشارة وبادرة ترشح عن قيادات حماس بخصوص قضية ما أو تساؤل، سرعان ما تمسي خبرا سيارا في اتجاهات الدنيا الأربعة. الأمر الذي تستتبعه تعليقات وشروح وأحيانا مواقف وتهديدات ووعيد بالضغوط بالقدر ذاته من الاهتمام والسرعة.
في هذه الورقة سوف نحاول الاقتراب من هذه الحركة لمعرفة ماهيتها وتاريخ تطورها واهم شخصياتها بالاضافة الى اهم التحديات التي تواجهها ومستقبل هذه الحركة في ظل المستجدات في الساحة الفلسطينية والاقليمية والدولية . الا اننا لا نستطيع ان تدخل في اتون هذا التعريف الا بعد الاقتراب من المفهوم النظري للحركة وهل ينطبق هذا الوصف لحركة حماس عليها ام انها ليست بالحركة اصلا
أولا: حول تعريف مفهوم الحركة(1)
هناك صعوبة في محاولة تعريف مفهوم الحركة من خلال كلمات أو عبارات مختصرة؛ فالحركة – بالمعنى الجسدي – تعني التحرك من مكان إلى آخر، أو تحريك شيء من مكان إلى آخر، واي تحرك في الوضع لا يعني بالضـرورة الانتقال إلى موقع جغرافي مختلف، كأن نقول – مثلا - أن رد الفعل الذي يتجلى في تعبيرات وجه شخص ما يشير إلى الدهشة أو الاستغراب. أما بالمعنى الاجتماعي، فيمكن الإشارة إلى الحركة باعتبارها القيام بعدد من الأنشطة للدفاع عن مبدأ ما، أو للوصول إلى هدف ما؛ كما تتضمن الحركة الاجتماعية وجود اتجاه عام للتغيير؛ وهي تشمل أيضا مجموعات من البشر يحملون عقيدة أو أفكار مشتركة،ويحاولون تحقيق بعض الأهداف العامة. كما يشير البعض إلى أن الحركة الاجتماعية هي محاولة قصدية للتدخل في عملية التغيير الاجتماعي، وهي تتكون من مجموعة من الناس يندرجون في أنشطة محددة، ويستعملون خطابا يستهدف تغيير المجتمع، وتحدي سلطة النظام السياسي القائم. كما يقترن مفهوم الحركة الاجتماعية بمفهوم القوة الاجتماعية، والقدرة على التأثير وإحداث التغيير.ويمكن الإشارة بإيجاز إلى أربع نظريات أساسية حول الحركات الاجتماعية و هي:
- نظرية السلوك الجماعي (collective behavior theory) التي أطلقها بعض المفكرين حول الحركات الاجتماعية في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. وقد ربطت هذه النظرية مفهوم الحركات الاجتماعية بحدوث أنشطة مثل: الهبات الجماهيرية، والمظاهرات، وأشكال من الهستريا الجماعية؛ أي بردود أفعال – ليست بالضرورة منطقية تماما – في مواجهة ظروف غير طبيعية من التوتر الهيكلي بين المؤسسات الاجتماعية الأساسية؛ ويرى أصحاب هذه المدرسة أن الحركات
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.kefaya.org (1)/


بهذا المعنى قد تصبح خطيرة (مثل الحركات الفاشية في ألمانيا، وإيطاليا، واليابان).كما تعتبر مقاربة السلوك الجماعي أن الحركات الاجتماعية انعكاس لمجتمع مريض؛ حيث لا تحتاج المجتمعات الصحية إلى حركات اجتماعية، بل تتضمن أشكال من المشاركة السياسية والاجتماعية.
- نظرية تعبئة الموارد (resource mobilization theory) التي تطورت منذ الستينيات؛ وتستند هذه المقاربة إلى تشكل الحركات الاجتماعية وطرق عملها وفقا لتوافر الموارد (خاصة الموارد الاقتصادية، والسياسية، والاتصالية) المتاحة للمجموعة، والقدرة على استعمال تلك الموارد. ويرى منظرو هذه المقاربة أن الحركات الاجتماعية عبارة عن استجابات منطقية لمواقف وإمكانيات طرأت حديثا في المجتمع؛ وبالتالي، لا ينظر إليها على أنها مظاهر لخلل اجتماعي، بل جزء من العملية السياسية. وتهتم هذه المقاربة بالتأثير المباشر للحركات – القابل للقياس – على القضايا السياسية؛ بينما لا تعير اهتماما كبيرا لأبعاد هذه الحركات على المستوى الفكري، ومستوى رفع الوعي، وبلورة الهوية.
- نظرية الحركة الاجتماعية الجديدة (new social movement theory) التي تطورت في أوروبا لتبرير مجموعة من الحركات الجديدة التي تمت خلال الستينيات والسبعينيات. وتنظر تفسيرات هذه النظرية إلى الحركات الاجتماعية باعتبارها انعكاس للمتناقضات الكامنة في المجتمع الحديث نتيجة للبيروقراطية المفرطة، وكحل لها.كما يرى أصحاب هذه النظرية أن الحركات الاجتماعية الجديدة – اختلافا مع الحركات الاجتماعية القديمة – ناتجة عن بروز تناقضات اجتماعية جديدة، متجسدة في التناقض بين الفرد والدولة؛ وهو ما يجعل هذه المقاربة تنتقل من المصالح الطبقية إلى المصالح غير الطبقية المتعلقة بالمصالح الإنسانية الكونية. ويقال أن هذه الحركات الاجتماعية الجديدة تهتم أكثر بتطوير الهوية الجماعية عن اهتمامها بالأيديولوجيات القائمة؛ كما تميل إلى البروز من صفوف الطبقة المتوسطة بدلا من الطبقة العاملة.
- نموذج الفعل-الهوية (action-identity paradigm)، وهي النظرية التي ترى أن الحركات الاجتماعية تحول دون الركود الاجتماعي، وهي تقوم ضد الأشكال المؤسسية القائمة والمعايير المعرفية المرتبطة بها؛ أي أنها تقوم ضد المجموعات المهيمنة على عمليات إعادة الإنتاج الاجتماعي والاقتصادي، وتشكيل المعايير الاجتماعية. ويرى بعض المروجين لهذه النظرية أن هناك إحلالا تدريجيا يتم فيه استبدال الشكل القديم للرأسمالية الصناعية بمجتمع مرحلة ما بعد التصنيع القائم على "البرمجة"، والذي يتميز بأنماط مختلفة تماما من العلاقات والصراعات الطبقية. ففي المجتمع "المبرمج" يشكل التكنوقراط الطبقة المهيمنة، بينما ينتهي دور الطبقة العاملة كمناضل أساسي ضد الأوضاع القائمة؛ وبالتالي يرون أن الصراع الطبقي أساسا ذو طبيعة اجتماعية-ثقافية، وليس ذو طبيعة اجتماعية-اقتصادية.(2)
وحيث أن سؤالنا المحدد يدور حول طبيعة الظاهرة التي تشغلنا (حركة أم منظمة محدودة؟)، ووفقا للمقاربة التنموية الشاملة فإن مبدأ المشاركة يعد من المفاهيم الجوهرية – التي لا غني عن مراعاتها – لإنجاز التعبئة حول فكرة أو قضية معينة. ذلك أن حشد الناس حول فكرة يدخل في مجال التغيير الثقافي الذي ربما يكون من أصعب مجالات التدخل؛ وهو الأمر الذي يتطلب التشاور، والتحاور، والتفاوض، والتعليم، والتعلم؛ أي أن جداول أعمال المنظمات لا يمكن أن توضـع بمعزل عن الفئات المستفيدة والمستهدفة من الأنشطة التي تقوم بها، أو من الأهداف التي تأسست من أجل إنجازها. وبعبارة أخرى، فإن المنظمات تحتاج إلى الاستناد إلى قبول "شعبي"، أو جماهيري، أو – على أقل تقدير – واسع النطاق، كي تنجح في تحقيق أهدافها وتطلعاتها المتعلقة في المقام الأول برفاهية هذا الشعب على كل المستويات.
ويشكل عنصر التمكين عنصرا أساسيا من عناصر المقاربة التنموية الشاملة؛ فأنت لا تتحدث باسم الجماهير، ولا يحق لك أن تقتنص حق هذه الوكالة؛ بل يمكنك التحدث مع الجماهير؛ والأكثر من ذلك، عليك تشجيع وتعزيز قدرات هذه الجماهير في التحدث عن نفسها، ودعمها في مطالبها.(3)
وبالتالي فنحن اذا طبقنا هذه النظريات على الحركة محل الدراسة فسوف نجد اننا ازاء حركة اجتماعية سياسية تنطبق عليها كل مقومات الحركة ما سبق استعراض مقوماتها في السطور السابقة.




ــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.hamla.net (2) /
(3) http://www.taqhier.net/
ثانيا : التعريف بالحركة:
"حماس" هي الاسم المختصر لـ"حركة المقاومةالاسلامية"، وهي تعتبر نفسها حركة مقاومة شعبية وطنية تعمل على توفير الظروف الملائمة لتحقيق تحرر الشعب الفلسطيني وخلاصه من الظلم وتحرير أرضه من الاحتلال الغاصب،والتصدي للمشروع الاسرائيلي المدعوم من قبل قوى الاستعمار الحديث .وهي ايضا حركة جهادية بالمعنى الواسع لمفهوم الجهاد،وهي جزء من حركة النهضة الإسلامية،وتؤمن أن هذه النهضة هي المدخل الأساسي لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وهي تعتبر نفسها حركة شعبية إذ أنها تعبير عملي عن تيار شعبي واسع ومتجذر في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني والأمة الاسلامية حيث يرى في العقيدة والمنطلقات الاسلامية أساساً ثابتاً للعمل ضد عدو يحمل منطلقات عقائدية ومشروعاً مضاداً لكل مشاريع النهوض في الأمة، وتضم حركة "حماس" في صفوفها كل المؤمنين بأفكارها ومبادئها المستعدين لتحمل تبعات الصراع ومواجهة المشروع الاسرائيلي .
ثالثا : شعار الحركة
يتكون شعار الحركة من صورة لمسجد قبة الصخرة تعلوها خارطة صغيرة لفلسطين ، ويحيط بصورة القبة علمان لفلسطين رُسم كل منهما على صورة نصف قوس ، ليظهرا وكأنهما يحتضنان القبة، وقد كتب على العلم الأيمن عبارة "لا إله إلا الله "، فيما كتب على العلم الأيسر عبارة "محمد رسول الله"، ويتعانق في أسفل القبة سيفان يتقاطعان عند قاعدة القبة ثم يفترقان مكونين إطاراً سفلياً للقبة .وقد كتب تحت الصورة كلمة فلسطين ، فيما كتبت عبارة "حركة المقاومة الإسلامية - حماس" على شريط تحت الصورة . وترمز صورة المسجد وعبارات "لا إله إلا الله" "محمد رسول الله" لإسلامية القضية ، وعمقها العقائدي ، فيما تشير الخارطة إلى موقف حركة "حماس" الثابت من أن الصراع يدور لتخليص كل فلسطين بحدودها الانتدابية من نير المحتل ، ورفض الحركة لحصر القضية في الأراضي المحتلة عام 1967. أما السيفان فهما يرمزان للقوة والنبل كما كانا دائماً في العقل العربي ، وتنظر الحركة لصراعها مع العدو الاسرائيلي على انه صراع مع محتل لا يراعي أي قيمة وهي تتمسك في صراعها بقيم النبالة والشرف ، وتوجه قوتها نحو خصمها الحقيقي دون لين أو انحراف . (4 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(4 )حماس حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين، للدكتور عبد الله عزام ـ دار الهدى.




رابعا :النشأة
وزعت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" بيانها التأسيسي في 15ديسمبر عام 1987، إلا أن نشأة الحركة تعود في جذورها إلى الأربعينات من هذا القرن، فهي امتداد لحركة الاخوان المسلمين،وقبل الاعلان عن الحركة استخدم الاخوان المسلمون في فلسطين اسماءً أخرى للتعبير عن مواقفهم السياسية تجاه القضية الفلسطينية منها "المرابطون على أرض الاسراء" و"حركة الكفاح الاسلامي" وغيرها. الا ان نشاة الحركة قد احاط بها مجموع من العوامل تفاعلت مع بعضها لتبرز في النهاية لبئة منشطة لولادتها فمنذ النكبة الاولى عام 1948 بشكل عام، وهزيمة عام 1967 بشكل خاص تفرع عاملين أساسيين هما : التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وما آلت إليه حتى نهاية عام1987، وتطور الصحوة الاسلامية في فلسطين وما وصلت إليه في منتصف الثمانينات وكانت كالتالي:
1. البيئة السياسية :
v البيئة الفلسطينية
أخذ يتضح للشعب الفلسطيني أن قضيته التي تعني بالنسبة إليه قضية حياة او موت ، وقضية صراع حضاري بين العرب والمسلمين من جهة والصهاينة من جهة أخرى، أخذت تتحول الى قضية لاجئين فيما بعد النكبة ، أو قضية إزالة آثار العدوان، والتنازل عن ثلثي فلسطين فيما بعد هزيمة عام 1967، الأمر الذي دفع الشعب الفلسطيني ليمسك زمام قضيته بيده، فظهرت م.ت.ف وفصائل المقاومة الشعبية. ولكن برنامج الثورة الفلسطينية الذي تجمع وتبلور في منظمة التحرير الفلسطينية تعرض في الثمانينات الى سلسلة انتكاسات داخلية وخارجية عملت على إضعافه وخلخلة رؤيته. وكانت سنوات السبعينات قد شهدت مؤشرات كثيرة حول إمكانية قبول م.ت.ف بحلول وسط على حساب الحقوق الثابتة لشعبنا وأمتنا وخلافاً لما نص عليه الميثاق الوطني الفلسطيني ، وتحولت تلك المؤشرات إلى طروحات فلسطينية واضحة تزايدت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، والاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان ثم محاصرة بيروت عام 1982. وقد رات الحركة في هذا الحصار أكبر إهانة تتعرض لها الأمة بعد حرب عام 1967، وذلك رغم صمود المقاومة الفلسطينية فيها ، إذ تم حصار عاصمة عربية لمدة ثلاثة أشهر دون أي رد فعل عربي حقيقي ، وقد نتج عن ذلك إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية وخروجها من لبنان، الأمر الذي عزز الاتجاهات الداعية للتوصل إلى تسوية مع العدو داخل المنظمة.وتضمنت طروحات التسوية التنازل عن قواعد أساسية في الصراع مع المشروع الاسرائيلي وهي:
· الاعتراف بالكيان الاسرائيلي وحقه في الوجود فوق أرض فلسطين .
· التنازل للاسرائيليين عن جزء من فلسطين، بل عن الجزء الأكبر منها.
وفي مثل هذه الظروف التي لقيت استجابة من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية ، تراجعت استراتيجية الكفاح المسلح،
v البيئة الاقليمية
تراجع الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية. وكانت معظم الدول العربية تعمل على تكريس مفهوم القطرية ، وذلك من خلال ترسيخ المفاهيم القطرية، خاصة بعد أن اتخذت الجامعة العربية قراراً في قمة الرباط عام 1974 باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .وذاد الامور سوءا نشوب الحرب العراقية – الإيرانية حيث أصبحت قضية فلسطين قضية هامشية عربياً ودولياً، وبموازاة ذلك كانت سياسة الكيان الاسرائيلي تزداد تصلباً بتشجيع ومؤازرة من الولايات المتحدة الامريكية التي وقعت معه معاهدة التعاون الاستراتيجي في عام 1981 الذي شهد أيضاً إعلان ضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة وتدمير المفاعل النووي العراقي.وفيما كانت الدول العربية تتعلق بأوهام الأمل الذي عقدته على الادارات الامريكية المتعاقبة،كان التطرف الاسرائيلي يأخذ مداه مع هيمنة أحزاب اليمين على سياسة وإدارة الكيان، وكانت سياسة الردع التي يتبناها الكيان الاسرائيلي منذ عقود هي السياسة التي لا يتم الخلاف عليها، لذلك نفذت عملية حمام الشط التي قصفت فيها مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس في أكتوبر عام 1985.
v البيئة الدولية
كانت الولايات المتحدة قد تقدمت خطوات واسعة بعيداً عن الاتحاد السوفيتي في فرض إرادتها وهيمنتها، ليس على المنطقة فحسب بل وعلى العالم بأسره، حيث كانت المشاكل المتفاقمة يوماً إثر يوم داخل الاتحاد السوفيتي تتطلب منه الالتفات الى الوضع الداخلي فأنتج التركيز الشديد على ذلك تراجع اولويات الادارة السوفيتية وانسحابها التدريجي من الصراعات الاقليمية وترك الساحة للامريكان، وقد انتهى الدور السوفياتي في المنطقة بصورة لم تتوقعها الحكومات العربية وغالبية الفصائل الفلسطينية وألحق أضراراً بموقفها السياسي من الصراع.
ب- المد الاصولي في المنطقة :
شهدت فلسطين تطوراً واضحاً وملحوظاً في نمو وانتشار الظاهرة الاصولية وذلك كغيرها من الاقطار العربية، الأمر الذي جعل الحركة الاسلامية تنمو وتتطور فكرة وتنظيماً، في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام1948، وفي أوساط التجمعات الفلسطينية في الشتات وأصبح التيار الاسلامي في فلسطين يدرك أنه يواجه تحدياً كبيرا مرده أمرين اثنين :
الأول : تراجع القضية الفلسطينية الى أدنى سلم أولويات الدول العربية .
الثاني : تراجع مشروع الثورة الفلسطينية من مواجهة المشروع الاسرائيلي وإفرازاته إلى موقع التعايش معه وحصر الخلاف في شروط هذا التعايش.
وفي ظل هذين التراجعين وتراكم الآثار السلبية لسياسات الاحتلال الاسرائيلي القمعية ضد الشعب الفلسطيني، ونضوج فكرة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، وكان ذلك نواة لمشروع فلسطيني اصولي جهادي، بدأت ملامحه في أسرة الجهاد عام 1981 ومجموعة الشيخ أحمد ياسين عام 1983 وغيرها .
ومع نهايات عام 1987 كانت الظروف قد نضجت بما فيه الكفاية لبروز مشروع جديد يواجه المشروع الاسرائيلي وامتداداته ويقوم على أسس جديدة تتناسب مع التحولات الداخلية والخارجية، فكانت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التعبير العملي عن تفاعل هذه العوامل . حيث تم تكوين أجنحة لأجهزة المقاومة، كما تم تهيئة القاعدة الجماهيرية للتيار الاسلامي بالاستعداد العملي لما سمي مسيرة الصدام الجماهيري مع الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1986. وقد أسهمت المواجهات الطلابية مع سلطات الاحتلال في جامعات النجاح وبيرزيت في الضفة الغربية والجامعة الاسلامية في غزة، في إنضاج الظروف اللازمة لانخراط الجماهير الفلسطينية في مقاومة الاحتلال .
خامسا: التطور:
كان حادث الاعتداء الآثم الذي نفذه سائق شاحنة صهيوني في 6 ديسمبرعام 1987، ضد سيارة صغيرة يستقلها عمال عرب وأدى الى استشهاد أربعة من أبناء الشعب الفلسطيني في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، إعلاناً بدخول مرحلة جديدة من جهاد شعبنا الفلسطيني، فكان الرد باعلان النفير العام. وصدر البيان الأول عن حركة المقاومة الاسلامية "حماس" يوم الخامس عشر من ديسمبر 1987 إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في جهاد الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي الغاشم ، وهي مرحلة يمثل التيار الاسلامي فيها رأس الحربة في المقاومة .تلا ذلك صدور ميثاق الحركة، والذي اعقبه مجموعة من الاعتقالات استهدفت كوادر الحركة وأنصارها منذ ذلك التاريخ .وكانت اكبر حملة اعتقالات تعرضت لها الحركة آنذاك في شهر مايو عام 1989، وطالت تلك الحملة مؤسس الحركة نفسها الشيخ أحمد ياسين .
ومع تطور أساليب المقاومة لدى الحركة التي شملت أسر الجنود الصهاينة. في شتاء عام 1989 وابتكار حرب السكاكين ضد جنود الاحتلال عام 1990 جرت حملة اعتقالات كبيرة ضد الحركة في ديسمبر/1990 ، وقامت سلطات الاحتلال بإبعاد أربعة من رموز الحركة وقيادييها، واعتبرت مجرد الانتساب للحركة جناية يقاضى فاعلها.ودخلت الحركة طوراً جديداً منذ الاعلان عن تأسيس جناحها العسكري (كتائب الشهيد عز الدين القسام) في نهاية عام 1991 وقد أخذت نشاطات الجهاز الجديد منحى متصاعداً، ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، وفي ديسمبر 1992 نفذ مقاتلو الحركة عملية أسر الجندي نسيم توليدانو، قامت على إثرها السلطات الاسرائيلية بحملة اعتقالات شرسة ضد أنصار وكوادر الحركة، واتخذ رئيس وزراء العدو الاسبق اسحاق رابين قراراً بابعاد 415 رمزاً من رموز الحركة وحركة الجهاد كأول سابقة في الابعاد الجماعي، عقاباً لحركة حماس . وقدم مبعدو حركتي "حماس" والجهاد الاسلامي نموذجاً رائعاً للمناضل المتشبث بأرضه مهما كان الثمن، مما اضطر رابين إلى الموافقة على عودتهم بعد مرور عام على ابعادهم قضوه في العراء في مخيم مؤقت في مرج الزهور في جنوب لبنان. الا هذه العملية لم توقف نشاط حركة "حماس" ولا جهازها العسكري حيث سجل عام1993معدلاً مرتفعاً في المواجهات الجماهيرية بين أبناء الشعب الفلسطيني وجنود الاحتلال الاسرائيلي ، ترافق مع تنامي الهجمات العسكرية ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، وفي أعقاب تنامي موجة المقاومة الشعبية فرض العدو إغلاقاً مشدداً على الضفة الغربية وقطاع غزة في محاولة للحد من تصاعد المقاومة . وفي/فبراير عام 1994 أقدم مستوطن ارهابي يهودي يدعى باروخ غولدشتاين على تنفيذ جريمة بحق المصلين في المسجد الابراهيمي في الخليل مما أدى لاستشهاد نحو 30 فلسطينياً وجرح نحو100 آخرين برصاص الارهابي اليهودي. وهي الحادثة التي دفعت حركة "حماس" لاعلان حرب شاملة ضد الاحتلال الاسرائيلي وتوسيع دائرة عملياتها لتشمل كل اسرائيلي يستوطن الارض العربية في فلسطين لارغام الصهاينة على وقف جرائمهم ضد المدنيين الفلسطينيين العزل.
سادسا :فكر الحركة
إن أفكار ومعتقدات حركة حماس تتمثل في ميثاقها الأول الذي أعلنته يوم 15/8/ 1988م. ويمكن أن نجملها فيما يلي:
v حركة المقاومة الإسلامية: الإسلام منهجها ، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان وإليه تحتكم في كل تصرفاتها ومنه تستلهم ترشيد خطاها (المادة الأولى).
v حركة المقاومة الإسلامية: حركة إنسانية، تلتزم بسماحة الإسلام، وترى أنه في ظل الإسلام يمكن أن يتعايش أتباع الديانات جميعاً. آمنين على أنفسهم وأموالهم وحقوقهم.
v إن أرض فلسطين وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط فيها أو في جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية ولا يملك ذلك ملك أو رئيس أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية.
v جهاد اليهود في فلسطين فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وتخرج المرأة للقتال بغير إذن زوجها.. ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد (*).
v معارضة المبادرات وما يسمى بالحلول السلمية للقضية الفلسطينية فهي مضيعة للوقت، وعبث لا طائل منه.
v للمرأة المسلمة دور في معركة التحرير لا يقل عن الرجل، فهي مصنع الرجال ومربية الأجيال على القيم والمفاهيم الأخلاقية المستمدة من الإسلام.
v احترام الرأي الآخر في الحركات الإسلامية الأخرى ما دامت تصرفاتها في حدود الدائرة الإسلامية.
v وهذا الميثاق يتكون من 36 مادة من أهمها اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية من أقرب المقربين إلى حركة المقاومة الإسلامية ولكنها لا توافقها في تبنيها للفكرة العلمانية.
v أعلنت حماس في ميثاقها (المادة الثانية): أنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، فجذورها الفكرية والعقائدية تمتد ضمن التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة . ( ويلحقها ما يلحق جماعة الإخوان من مؤاخذات ) .
ويتضح مما سبق:
أن حركة حماس هي حركة إسلامية جهادية فلسطينية، نشأت في غزة بفلسطين ثم انتشرت في كافة أرجاء الأرض المحتلة، وقائدها الأول هو الشيخ أحمد ياسين ر رحمه الله - ، وتتخذ الحركة من الإسلام منهجاً لها. وهي حركة إنسانية تلتزم بسماحة الإسلام وترى أنه في ظل الإسلام يمكن أن يتعايش أتباع الديانات جميعاً. كما أن أرض فلسطين تعتبر أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة ولا يصح التفريط فيها أو في جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، فلا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية، وجهاد اليهود في فلسطين هو فرض علين على كل مسلم ومسلمة.
سابعا :العمل العسكري في برنامج "حماس":
تمثل الدولة العبرية مشروعاً مناهضاً لكل مشاريع النهضة العربية والإسلامية، إذ لولا حالة الانحطاط والتردي الحضاري التي تمر بها الأمة لما استطاع الصهاينة تحقيق حلمهم بإقامة دولتهم فوق أرض فلسطين ، وهي حقيقة يدركها الصهاينة ويعبرون عنها بمعارضتهم قولاً وفعلاً لأي برنامج من شأنه أن يضيف جديداً للقدرات العربية والإسلامية ، إذ يرون أن محاولة النهوض العربية والإسلامية تشكل خطراً استراتيجياً على اسرائيل. كما يؤمن الصهاينة أن توحد القوة العربية أو اتحادها على قاعدة مشروع نهضة شامل من شأنه أن يشكل الخطر الأساسي على الدولة العبرية، وهو إيمان دفع قادة الدولة منذ نشأتها إلى العمل على التحول من كيان غريب وشاذ داخل المحيط العربي والاسلامي إلى جزء منه بفعل الاقتصاد وهو ما يفسر إصرار أنصار التسوية على تسويق مشاريع تحت عباءة الاقتصاد
من هنا يمكن فهم دور العمل العسكري في مشروع حركة " حماس " ، فالعمل العسكري يشكل الوسيلة الاستراتيجية لدى الحركة من أجل مواجهة المشروع الاسرائيلي ، وهو - في ظل غياب المشروع العربي والاسلامي الشامل للتحرير - سيبقى الضمانة الوحيدة لاستمرار الصراع وإشغال العدو الاسرائيلي عن التمدد خارج فلسطين.كما أن العمل العسكري في بعده الاستراتيجي يشكل وسيلة الشعب الفلسطيني الأساسية للإبقاء على جذوة الصراع متقدة في فلسطين المحتلة، والحيلولة دون المخططات الاسرائيلية الرامية لنقل بؤرة التوتر إلى انحاء مختلفة من العالمين العربي والاسلامي.كذلك فإن العمل العسكري يعتبر أداة ردع لمنع الصهاينة من الاستمرار في إستهداف أمن الشعب الفلسطيني ، وهو ما أثبتته سلسلة الهجمات البطولية التي نفذتها الحركة رداً على جريمة الأرهابي باروخ غولدشتاين ضد المصلين في المسجد الابراهيمي . كما إن من شأن مواصلة هذا النهج وتصعيده الضغط على الصهاينة لارغامهم على وقف ممارساتهم المعادية لمصالح وحقوق أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة .وترى حركة "حماس" أن إندماج اسرائيل في المنطقة العربية والاسلامية من شأنه تعطيل أي مشروع نهضوي للأمة،حيث تهدف اسرائيل إلى إستثمار ضعف الأمة أمام اسرائيل المدعومة من قبل الولايات المتحدة ومنظومتها الحضارية من أجل إنجاز مشروع التسوية الهادف في جوهره إلى ربط اقتصاديات الدول العربية وإمكاناتها المختلفة بمنظومة جديدة عمادها اسرائيل.
وتستهدف حركة "حماس" في مقاومتها للاحتلال ضرب الاهداف العسكرية، وتحرص على تجنب ان تؤدي مقاومتها الى سقوط مدنيين. وحتى في بعض الحالات التي سقط فيها عدد من المدنيين في أعمال المقاومة التي تمارسها الحركة، فانها قد جاءت من قبيل الدفاع عن النفس والرد بالمثل على المذابح الارهابية التي ارتكبت بحق المدنيين الابرياء من الشعب الفلسطيني كما حدث في مذبحة الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل، حيث قتل الفلسطينيون وهم يؤدون الصلاة داخل المسجد على أيدي المستوطنين وقوات الاحتلال. ولتأكيد حرصها على تجنب التعرض للمدنيين من كلا الجانبين، طرحت حركة "حماس" مراراً مبادرات انسانية تقوم على توقف الطرفين عن إستهداف المدنيين وإخراجهم من دائرة الصراع، ولكن الصهاينة رفضوا هذه المبادرة وتجاهلوها بشكل يؤكد طبيعتهم الارهابية وعدم حرصهم على حقن دماء ابناء الشعب الفلسطيني الأبرياء. فحركة "حماس" تحرص بشدة على أن تراعي في أنشطتها ومقاومتها للاحتلال الاسرائيلي تعاليم الإسلام السامية وقواعد حقوق الانسان والقانون الدولي .
ثامنا :موقف حركة "حماس" من التسوية السياسية
تؤكد حركة "حماس" انها ليست ضد مبدأ السلام فهي مع السلام وتدعو له وتسعى لتحقيقه، وتتفق مع جميع دول العالم على أهمية ان يسود ربوع العالم اجمع، ولكنها مع السلام العادل الذي يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني ويمكنه من ممارسة حقه في الحرية والعودة والاستقلال وتقرير المصير. والحركة ترى ان الاتفاقات التي تم التوصل اليها حتى الآن ،لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني ولا تستجيب للحد الأدنى من تطلعاته. فهي اتفاقات غير عادلة، وتلحق الظلم والضرر بشعبنا، وتكافئ الجانب المعتدي على إعتدائه وتعترف له بحقه فيما استلبه من الآخرين، وهي محاولة لاملاء وفرض شروط الطرف المنتصر ومطالبة المظلوم بالتنازل عن حقوقه. وسلام ظالم بهذه المواصفات الظالمة لا يكتب له النجاح او الحياة طويلاً .كما أن مبدأ التسوية السياسية أياً كان مصدرها، او أيا كانت بنودها، فإنها تنطوي على التسليم للعدو الاسرائيلي بحق الوجود في معظم أرض فلسطين، وما يترتب عليه من حرمان الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، من حق العودة، وتقرير المصير، وبناء الدولة المستقلة. على كامل الارض الفلسطينية، وإقامة المؤسسات الوطنية. وهو أمر لا ينافي فقط القيم والمواثيق والأعراف الدولية والانسانية ،بل يدخل في دائرة المحظور في الفقه الاسلامي ، ولا يجوز القبول به. فأرض فلسطين أرض اسلامية مباركة اغتصبها الصهاينة عنوة، ومن واجب المسلمين الجهاد من أجل استرجاعها وطرد المحتل منها . وبناءً على ذلك، فقد رفضت الحركة مشروع شولتز وبيكر ونقاط مبارك العشر وخطة شامير ومسيرة مدريد -واشنطن. وتعتقد "حماس" أن أخطر مشاريع التسوية التي طرحت حتى الآن هي مشروع اتفاق "غزة - أريحا اولاً" الذي تم التوقيع عليه في واشنطن بتاريخ 13/سبتمبر/1993م بين الكيان الاسرائيلي و قيادة م.ت.ف، ووثيقة الاعتراف المتبادل بين الطرفين وما تلاها من اتفاقات حملت اسماء القاهرة وطابا وغيرها ، وتأتي خطورة هذه الاتفاقات ليس فقط من مضمونها المقر بشرعية السيادة الاسرائيلية على جميع أنحاء فلسطين ، وتطبيع العلاقات الاسرائيلية العربية ، وإطلاق يد الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة فحسب، بل تأتي الخطورة من رضا وموافقة طرف فلسطيني، وإن كان لا يمثل الشعب الفلسطيني تمثيلاً حقيقياً. لأن ذلك يعني إغلاق الملف الفلسطيني، وحرمان الشعب الفلسطيني، من حق المطالبة بحقوقه المشروعة، او استخدامه الوسائل المشروعة للحصول عليها، فضلاً عن تكريس حرمان معظم الشعب الفلسطيني من العيش فوق أرضه ووطنه،وما يترتب على ذلك من نتائج قد لا يقتصر تأثيرها على الشعب الفلسطيني فحسب، بل يتعدى ذلك الشعوب العربية والاسلامية . ( )
ونظراً لخطورة التسوية المطروحة حالياً، فقد تبنت الحركة موقفاً يقوم على النقاط التالية :
1 - توعية الشعب الفلسطيني بخطورة التسوية، والاتفاقات الناجمة عنها.
2 - العمل على تكتيل القوى الفلسطينية المعارضة لمسيرة التسوية والاتفاقات الناجمة عنها، والتعبير عن موقفها في الساحات الفلسطينية والعربية والدولية.
3 - مطالبة القيادة المتنفذة في م.ت.ف بضرورة الانسحاب من المفاوضات مع الكيان الاسرائيلي ، والتراجع عن اتفاق غزة - اريحا الذي يهدد وجود شعبنا في فلسطين والشتات، في الحاضر والمستقبل
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(5 )
http://www.saaid.net/feraq/mthahb/16.htm موقع صيد الفوائد.
4 - الاتصال بالدول العربية والاسلامية المعنية، ومطالبتها بالانسحاب من المفاوضات ، وعدم الاستجابة لمؤامرة تطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي ،والوقوف الى جانبنا في مواجهةالعدو الاسرائيلي ومشروعه.
تاسعا : الموقف من القوى الفلسطينية
ترى "حماس"أن ساحة العمل الوطني الفلسطيني تتسع لكل الرؤى والاجتهادات في مقاومة المشروع الاسرائيلي ، وتعتقد أن وحدة العمل الوطني الفلسطيني غاية ينبغي على جميع القوى والفصائل والفعاليات الفلسطينية العمل من أجل الوصول اليها . و تسعى "حماس" الى التعاون والتنسيق مع جميع القوى والفصائل والفعاليات العاملة على الساحة، انطلاقاً من قاعدة تغليب القواسم المشتركة ومساحات الاتفاق على مواقع الاختلاف. كما تسعى "حماس" لتعزيز العمل الوطني المشترك، وترى أن أية صيغة للعمل الوطني الفلسطيني المشترك، يجب أن تقوم على أساس الالتزام بالعمل على تحرير فلسطين، وعدم الاعتراف بالعدو الاسرائيلي ، او اعطائه حق الوجود على أي جزء من فلسطين. وتعتقد "حماس" أنه مهما بلغت الخلافات في وجهات النظر أوتباينت الاجتهادات في ساحة العمل الوطني، فإنه لا يجوز بحال من الاحوال، لكائن من كان، أن يستخدم العنف او السلاح، لفض المنازعات او حل الاشكالات، او فرض الآراء والتصورات داخل الساحة الفلسطينية.كما تدافع "حماس" عن قضايا الشعب الفلسطيني من غير تمييز على أساس ديني أو عرقي أو فئوي، وتؤمن بحق الشعب الفلسطيني، بكل فئاته وطوائفه في الدفاع عن أرضه وتحرير وطنه، وتؤمن بأن الشعب الفلسطيني شعب واحد بمسلميه ومسيحييه .(6 )
عاشرا :موقف "حماس من أصحاب الديانات السماوية الأخرى
تؤمن حركة "حماس" أن الإسلام هو دين الوحدة والمساواة والتسامح والحرية، وهي حركة ذات أبعاد انسانية حضارية، لا تعادي إلا من ناصب الأمة العداء، وترى حركة "حماس" أن العيش في ظل الإسلام هو الجو الأمثل للتعايش بين أهل الديانات السماوية، والتاريخ خير شاهد على ذلك. وتسترشد الحركة بقوله تعالى {لا إكراه في الدين}، وقوله جل وعلا {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}.من هذه المنطلقات تحترم حركة "حماس" حقوق أهل الديانات السماوية الأخرى، وتعتبر المسيحيين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
( 6) مجلة المجتمع الكويتية التي نشرت عدة مقابلات مع قادة (حماس) المبعدين عن فلسطين المحتلة.



الموجودين على ارض فلسطين شركاء في الوطن تعرضوا لنفس الممارسات التي تعرض لها اخوانهم المسلمين من سلطات الاحتلال سواء بسواء، وشاركوا في مواجهة الاحتلال والتصدي لاجراءاته العنصرية، فهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني لهم كامل الحقوق وعليهم كامل الواجبات.( )
حادي عشر: الموقف من الحركات والمنظمات والدول الاخرى:
( أ ) الحركات الإسلامية:
تنظر حركة المقاومة الإسلامية إلى الحركات الإسلامية الأخرى نظرة احترام وتقدير، فهي إن اختلفت معها في جانب أو تصور، اتفقت معها في جوانب وتصورات، وتنظر إلى تلك الحركات إنْ توافرت النوايا السليمة والإخلاص لله بأنها تندرج في باب الاجتهاد، ما دامت تصرفاتها في حدود الدائرة الإسلامية، ولكل مجتهد نصيب. وحركة المقاومة الإسلامية تعتبر تلك الحركات رصيدًا لها، وتسأل
الهداية والرشاد للجميع، ولا يفوتها أن تبقى رافعة لراية الوحدة، وتسعى جاهدة إلى تحقيقها على الكتاب والسُّنة. ولا تجيز حركة المقاومة الإسلامية الطعن أو التشهير بالأفراد أو الجماعات، فالمؤمن ليس بطعّانٍ ولا لعّان، مع ضرورة التفريق بين ذلك وبين المواقف والتصرفات. فلحركة المقاومة الإسلامية الحق في بيان الخطأ والتنفير منه، والعمل على بيان الحق وتبنّيه في القضية المطروحة بموضوعية
(ب) الحركات الوطنية على الساحة الفلسطينية:
تبادلها الاحترام، وتقدر ظروفها، والعوامل المحيطة بها، والمؤثرة فيها، وتشد على يدها ما دامت لا تعطي ولاءها للشرق الشيوعي أو الغرب الصليبي وهي تؤمن ان كل الاتجاهات الوطنية العاملة على الساحة الفلسطينية، من أجل تحرير فلسطين، بأنها لها سند وعون، وهي ايضا تنظر إلى الحركات الوطنية الفلسطينية -التي لا تعطي ولاءها للشرق أو للغرب- هذه النظرة الإيجابية، فإن ذلك لا يمنعها من مناقشة المستجدات على الساحة المحلية والدولية، حول القضية الفلسطينية، مناقشة موضوعية تكشف عن مدى انسجامها أو اختلافها مع المصلحة الوطنية على ضوء الرؤية الإسلامية. (7 )
(جـ) منظمة التحرير الفلسطينية:
تعتبر حركة حماس منظمة التحرير الفلسطينية من أقرب المقربين اليها، ففيها الأب أو الأخ أو القريب أو الصديق،وتأثرًا بالظروف التي أحاطت بتكوين المنظمة، وما يسود العالم العربي من بلبلة فكرية، نتيجة للغزو الفكري الذي وقع تحت تأثيره العالم العربي منذ اندحار الصليبيين، وعززه الاستشراق والتبشير والاستعمار، ولا يزال، تبنت المنظمة فكرة الدولة العلمانية وهكذا نحسبها. والفكرة العلمانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(7 ) حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين. لأحمد عز الدين، دار التوزيع والنشر الإسلامية ـ القاهرة.
مناقضة للفكرة الدينية مناقضة تامة، وعلى الأفكار تُبنى المواقف والتصرفات، وتتخذ القرارات.ومن هنا، مع تقديرنا لمنظمة التحرير الفلسطينية -وما يمكن أن تتطور إليه- وعدم التقليل من دورها في الصراع العربي الإسرائيلي، لا يمكننا أن نستبدل إسلامية فلسطين الحالية والمستقبلية لنتبنى الفكرة العلمانية، فإسلامية فلسطين جزء من ديننا، ومن فرّط في دينه فقد خسر. ويوم تتبنى منظمة التحرير الفلسطينية الإسلام كمنهج حياة، فنحن جنودها ووقود نارها التي تحرق الأعداء. فإلى أن يتم ذلك -ونسأل الله أن يكون قريبًا- فموقف حركة المقاومة الإسلامية من منظمة التحرير الفلسطينية هو موقف الابن من أبيه والأخ من أخيه والقريب من قريبه.
(د) الدول والحكومات العربية والإسلامية: (8 )
ترى الحركة ان الدول العربية والمحيطة بإسرائيل مطالبة بفتح حدودها أمام المجاهدين من أبناء الشعوب العربية والإسلامية، ليأخذوا دورهم ويضموا جهودهم إلى جهود إخوانهم من الإخوان المسلمين. بفلسطين.أمَّا الدول العربية والإسلامية الأخرى، فمطالبة بتسهيل تحركات المجاهدين منها وإليها، وهذا أقل القليل
(هـ) التجمعات الوطنية والدينية والمؤسسات والمثقفون والعالم العربي والإسلامي:
تطمح حركة المقاومة الإسلامية أن تقف تلك التجمعات إلى جانبها، على مختلف الأصعدة، تؤيدها، وتتبنى مواقفها، وتدعم نشاطاتها وتحركاتها، وتعمل على كسب التأييد لها لتجعل من الشعوب الإسلامية سندًا وظهيرًا لها وبعدًا إستراتيجيًا على كل المستويات البشرية والمادية والإعلامية، الزمانية والمكانية، من خلال عقد المؤتمرات، ونشر الكتيبات الهادفة، وتوعية الجماهير حول القضية الفلسطينية وما يواجهها ويدبر لها، وتعبئة الشعوب الإسلامية فكريًا وتربويًا وثقافيًا، لتأخذ دورها في معركة التحرير الفاصلة.( )
ثاني عشر : الموقف من حركات التحرر الأخرى
تتعاطف حركة حماس مع قضايا التحرر العالمي وتؤيد التطلعات المشروعة للشعوب الساعية للتحرر والتخلص من الاحتلال وسياسة التفرقة والعنصرية، وقد تضامنت "حماس" مع نضال شعب جنوب افريقيا ضد التفرقة العنصرية ورحبت بإنهاء الوضع العنصري الظالم الذي كان سائداً هناك.
ثالث عشر :العلاقات الخارجية
تؤمن "حماس" بأن اختلاف المواقف حول المستجدات لا يحول دون اتصالها وتعاونها مع أي من الجهات التي لديها الاستعداد لدعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال ولكن حركة "حماس" غير معنية بالشؤون الداخلية للدول ولا تتدخل بسياسات الحكومات المحلية. وتعمل "حماس" على تشجيع الحكومات العربية والاسلامية على حل خلافاتها وتوحيد مواقفها إزاء القضايا القومية، لكنها ترفض أن تقف مع طرف واحد ضد الآخر، أو أن تكون طرفاً في أي محور سياسي ضد محور آخر . وتؤمن "حماس" بالوحدة العربية والاسلامية وتبارك أي جهد يبذل في هذا المجال .وتطلب "حماس" من جميع الحكومات والأحزاب والقوى العربية والاسلامية أن تقوم بواجبها لنصرة قضية شعبنا ودعم صموده ومواجهته للاحتلال الاسرائيلي ، وتسهيل عمل حركتنا لإعانتها في أداء مهمتها.و تؤمن "حماس" بأهمية الحوارمع جميع الحكومات والأحزاب والقوى الدولية بغض النظر عن عقيدتها او جنسيتها أو نظامها السياسي، ولا مانع لديها من التعاون مع أي جهة لصالح خدمة قضية شعبنا العادلة وحصوله على حقوقه المشروعة، أو تعريف الرأي العام بممارسة الاحتلال الاسرائيلي ، وإجراءاته اللاإنسانية ضد شعبنا الفلسطيني . وحركة حماس لا تعادي أحداً على أساس المعتقد الديني
او العرق، ولا تناهض أي دولة أو منظمة ما لم تمارس الظلم ضد شعبنا، أو تناصر الاحتلال الاسرائيلي في ممارساته العدوانية ضد أبناء شعبنا. وتحرص "حماس" على حصر ساحة المواجهة مع الى الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، وعدم نقلها الى أي ساحة خارجية .كما تتطلع حركة"حماس"
الدول والمنظمات والهيئات الدولية، وحركات التحرر العالمية للوقوف الى جانب قضية شعبنا العادلة، وإدانة الممارسات القمعية لسلطات الاحتلال المخالفة لقواعد القانون الدولي وحقوق الانسان، وتكوين رأي عام عالمي ضاغط على الكيان الاسرائيلي لإنهاء إحتلاله الغاشم لأرضنا ومقدساتنا. ( )
رابع عشر :اهم الشخصيات التي اثرت في تاريخ الحركة
1. الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس
اسمه بالكامل أحمد اسماعيل ياسين ولد عام 1938 في قرية الجورة، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948.وتعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللاً تاماً . عمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية، ثم عمل خطيباً ومدرساً في مساجد غزة، أصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق . عمل رئيساً للمجمع الإسلامي في غزة .اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/)(8)235FD81C-8749-4A35-A8D6-047EBA09866D.htm موقع الجزيرة نت





بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود، وقد حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية صهيونية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً . وأفرج عنه عام 1985 في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بعد أن أمضى 11 شهراً في السجن .أسس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين تنظيماً لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة في العام 1987 .وقد داهمت قوات الاحتلال الاسرائيلي منزله أواخر شهر أغسطس 1988، وقامت بتفتيشه وهددته بدفعه في مقعده المتحرك عبر الحدود ونفيه إلى لبنان .وفي ليلة 18/5/1989 قامت سلطات الاحتلال باعتقال الشيخ أحمد ياسين مع المئات من أبناء حركة "حماس" في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء . وفي 16/10/1991 أصدرت محكمة عسكرية صهيونية حكماً بالسجن مدى الحياة مضاف إليه خمسة عشر عاماً، بعد أن وجهت للشيخ لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة "حماس" وجهازيها العسكري والأمني(9 ) . وهو ما ننج عنه إصابتة بالشلل التام، وبدا يعاني من أمراض عدة .وقد أفرج عنه فجر يوم الأربعاء 1/10/1997










ـــــــــــــــــــــــــــــ
(9 )(http://www.palestine-info.info/arabic/Hamas/leaders/yaseen.htm موقع المركز الفلسطيني للاعلام )
موقع ويكبيديا ، موقع الزيتونه ، موقع قناة الجزيرة نت .

بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل للإفراج عن الشيخ مقابل تسليم عميلين صهيونيين اعتقلا في الأردن عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها. الا انه تعرض للاعتيال بعد قذف طائرة اسرائيلية له وهو على مقعد المتحرك اثناء خروجه من صلاة الفجر في الثاني والعشرين من مارس عام 2004 .(10 )
2. الدكتور عبد العزيز الرنتيسي:
وُلِد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي في 23/10/1947 في قرية يبنا (بين عسقلان و يافا) . ولجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة و استقرت في مخيم خانيونس للاجئين و كان عمره وقتها ستة شهور . ونشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة و أختين .وقد التحق و هو في السادسة من عمره بمدرسةٍ تابعة لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين. و أنهى دراسته الثانوية عام 1965 ، و تخرّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972 ، و نال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال ، ثم عمِل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خانيونس) عام 1976 .
والدكتور الرنتيسي متزوّج و أب لستة أطفال (ولدان و أربع بنات) . وقد شغل عدة مواقع في العمل العام منها : عضوية هيئة إدارية في المجمّع الإسلامي و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة و الهلال الأحمر الفلسطيني .كما شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية هئية إدارية في المجمع الإسلامي ، و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة (نقابة الأطباء) ، و الهلال الأحمر الفلسطيني .كما عمِل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرّس مساقاتٍ في العلوم و علم الوراثة و علم الطفيليات . وقد كان من يبن من أسّسوا مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عام 1987. وقد أُبعِد في 17/12/1992 مع 400 شخصٍ من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان ، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور لإرغام الكيان الاسرائيلي على إعادتهم . كما اعتقلته قوات الاحتلال الاسرائيلي فور عودته من مرج الزهور و أصدرت محكمة صهيونية عسكرية حكماً عليه بالسجن حيث ظلّ محتجزاً حتى أواسط عام 1997. 1987 ، و كان أول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر 1987 - و بعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4/3/1988
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
( 10)(http://www.palestine-info.info/arabic/Hamas/leaders/yaseen.htm موقع المركز الفلسطيني للاعلام )


حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين و نصف العام حيث وجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس و قيادة حماس و صياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك فحوكم على قانون "تامير" ، ليطلق سراحه في 4/9/1990 ، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ 14/12/1990 حيث اعتقل إدارياً لمدة عامٍ كامل . و في 17/12/1992 أُبعِد مع 416 مجاهد من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان ، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم و تعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد الاسرائيلي ، و قد نجحوا في كسر قرار الإبعاد و العودة إلى الوطن .وقد خرج د. الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام 1996 ، و أخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني و عن مواقف الحركة الخالدة،و يشجّع على النهوض من جديد ، و لم يرقْ ذلك للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله بعد أقلّ من عامٍ من خروجه من سجون الاحتلال و ذلك بتاريخ 10/4/1998 و ذلك بضغطٍ من الاحتلال كما أقرّ له بذلك بعض المسؤولين الأمنيين في السلطة الفلسطينية و أفرج عنه بعد 15 شهراً بسبب وفاة والدته و هو في المعتقلات الفلسطينية .. ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات ليُفرَج عنه بعد أن خاض إضراباً عن الطعام و بعد أن قُصِف المعتقل من قبل طائرات العدو الاسرائيلي و هو في غرفة مغلقة في السجن المركزي في الوقت الذي تم فيه إخلاء السجن من الضباط و عناصر الأمن خشية على حياتهم ، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهراً في سجون السلطة الفلسطينية وقد حاولت السلطة اعتقاله مرتين بعد ذلك و لكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله .و الدكتور الرنتيسي يؤمن بأن فلسطين لن تتحرّر إلا بالجهاد في سبيل الله . و في العاشر من (يونيو) 2003 نجا صقر "حماس" من محاولة اغتيالٍ نفّذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ، و ذلك في هجومٍ شنته طائرات مروحية صهيونية على سيارته ، حيث استشهد أحد مرافقيه و عددٌ من المارة بينهم طفلة . و في الرابع والعشرين من (مارس) 2004 ، و بعد يومين على اغتيال الشيخ ياسين ، اختير الدكتور الرنتيسي زعيماً لحركة "حماس" في قطاع غزة ، خلفاً للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين .واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 (أبريل) 2004 بعد أن قصفت سيارتهم طائرات الأباتشي الاسرائيلي ة في مدينة غزة ، ليختم حياة حافلة بالجهاد والشهادة)(12)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 12) http://www.palestinenfo.info/arabic/Hamas/leaders/rantisi.htm

3. خالد مشعل
رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"
هو من مواليد سلواد قضاء رام الله (فلسطين) عام 1956م .هاجر في عام 1967 إلى الكويت، وبقي هناك حتى اندلاع أزمة الخليج عام 1990 وقد درس الابتدائية في سلواد، وأكمل الإعدادية والثانوية والجامعية في الكويت . قاد التيار الإسلامي الفلسطيني في جامعة الكويت، وشارك في تأسيس كتلة الحق الإسلامية والتي نافست قوائم حركة (فتح) على قيادة الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الكويت . وهوحاصل على البكالوريوس في الفيزياء من جامعة الكويت . وتزوج في عام 1981م، ولديه سبعة أبناء، ثلاث إناث وأربعة ذكور . وعمل مدرساً للفيزياء طيلة وجوده في الكويت بالإضافة إلى اشتغاله بالعمل في خدمة القضية الفلسطينية . وتفرغ للعمل السياسي بعد قدومه إلى الأردن . ويعد من مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) . وقد كان عضواً في المكتب السياسي لحماس منذ تأسيسه، وانتخب رئيساً له في عام 1996. تعرض لمحاولة اغتيال يوم 25/9/1997، في العاصمة الأردنية على أيدي عملاء الموساد الاسرائيلي ، وقد فشلت المحاولة حيث تمكن مرافقي مشعل من ملاحقة الموساد والقبض عليهم، وقد تم الإفراج عن الشيخ المؤسس أحمد ياسين نتيجة لفشل هذه المحاولة.( ) وفي اغسطس من عام 1999 قامت السلطات الاردنية باصدار مدكرة القاء قبض عليه وتزامنن موعد اصدار المذكرة بوصول وزيرة الخارجية الامريكية مادليم اولبرايت . وفي 23 مارس 2004 اعلنت حماس خالد مشعل رئيسا للحركة خلفا لمؤسسها استنادا للوائح الداخلية للحركة بعد اغتيالاسرائيل للشيخ احمد ياسين . وهو من المؤمنين تماما بان الطريقالوحيد لتحرير فلسطين هو المقاومة المسلحة .(13)
4. الدكتور موسى أبو مرزوق: نائب رئيس المكتب السياسي
لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)
اسمه بالكامل موسى محمد محمد أبو مرزوق. · هاجرت عائلته قبل مولده من قرية يبنا القريبة من مدينة المجدل إلى مدينة رفح، وولد أبو مرزوق في العام1951 في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(13)http://www.palestineinfo.info/arabic/Hamas/leaders/khalid.htm)
( موقع ويكيبديا )
درس جميع مراحل التعليم الأساسي في قطاع غزة، ودرس الهندسة الميكانيكية في جامعة حلوان في القاهرة، وأنهى دراسته الجامعية عام 1975- 1976م. وهو ناشط في العمل الإسلامي الفلسطيني والعام منذ العام 1968. و· عمل في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1976 وحتى العام 1981 مديراً لمصنع ألمنيوم، ومهندساً في شركة بترول أبو ظبي الوطنية.وهو أحد مؤسسي الجامعة الإسلامية في غزة، وعضو هيئة الإشراف لاحقاً. وقد· توجه إلى الولايات المتحدة في العام 1981 لإكمال دراسته العليا. وهو· حاصل على درجة الماجستير في إدارة الإنشاءات عام 1984. وعلى درجة الدكتوراة في الهندسة الصناعية عام 1992. أعاد تنظيم حركة حماس بعد اعتقال الاحتلال لمعظم أبنائها عام 1989. انتخب رئيساً لأول مكتب سياسي لحركة حماس عام 1992. وأبعدته السلطات الأردنية من عمان منتصف عام 1995 بعد أن أقام فيها لمدة ثلاثة أعوام رئيسا للمكتب السياسي للحركة قبل إغلاق السلطات الأردنية مكاتبها في العاصمة الأردنية عمان. اعتقلته السلطات الأمريكية في مطار نيويورك دون تهم، وظل محتجزاً حتى تقدمت السلطات الاسرائيلي ة بطلب لتسلمه من الولايات المتحدة لاتهامه بإصدار أوامر وتحويل أموال لمقاتلي الجهاز العسكري لحركة حماس.وأصدرت محكمة فدرالية أمريكية حكماً بتسليمه لسلطات الاحتلال، وقد قرر الدكتور أبو مرزوق في يناير1997 عدم استئناف الحكم ضد تسليمه للسلطات الاسرائيلي ة بعد أن أمضى 22 شهراً في زنزانة انفرادية في سجن نيويورك الفيدرالي. كما قررت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عدم تسلم الدكتور أبو مرزوق خشية قيام حركة "حماس" بشن سلسلة من الهجمات الانتقامية وعمليات الاختطاف جنود لتحريره، مما أرغم السلطات الأمريكية على نقله إلى الأردن في أيار/مايو1997، بعد أن قررت السلطات الأردنية استقباله. · عمل نائباً لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد الإفراج عنه عام 1997
·الا انه تم إبعاده من الأردن للمرة الثانية بعد عامين من الإقامة، وذلك في العام 1999 حيث صدرت مذكرة لاعتقال قادة "حماس" في شهر 8/ 1999، ليقيم إلى الآن في سوريا.وهو عضو في الهيئة الإدارية للمؤتمر القومي الإسلامي لدورتيه وحتى الآن. وساهم في إنشاء مؤسسة القدس، حيث كان رئيساً للهيئة التحضيرية للمؤسسة تحت الإنشاء.كما عمل رئيساً لمجلس الإدارة لمؤسسة القدس في دورتها الأولى، وهو أحد أعضاء مجلس الإدارة الحالية.(14)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 14)
http://www.palestine-info.info/arabic/Hamas/leaders/khalid.htm)

5. د. محمود الزهار :
ولد محمود الزهار عام 1951 بمدينة غزة ،وهو متزوج ولدية سيعة ابناء اربعة ذكور وثلاث اناث ،تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي في غزة ،وفي العام 1971 حصل على بطالوريوس في الطب من جامعة عبن شمس المصرية وحصل علىالماجيستير في الجراجه العامه عام 1976 وقد عمل مند تخرجه طبيبا في مستشفيات عزة وخان يونس الى ان تم فصله من قبل سلطات الاحتلال بسبب مواقفه السياسية . وقد بدا مشواره السياسي مع حركة حماس هلال تواجده بمصر ، حيث اقتنع بافكار جماعة الاخوان المسلمين وبعد عودته لقطاع غزة غمل مع قادة الجماعة على نشر الدعوة الاسلامية . ومع انطلاق الانتفاضة الفلسطسنية الاولى (1987-1994 )شارك في تاسيس حركة حماس وكان اول ناطق اعلامي باسمها في فلسطين . وقد اعتقل في سجون الاحتلال الاسرائيلي لمدة ستة اشهر عام 1988 اي بعد ستة اشهر من تاسيس حركة حماس . وكان من ضمن الذين ابعدتهم اسرائيل الى مرج الزهور عام 1992 حيث قضى هناك عاما كاملا ،وقد سجنت السلطات الاسرائيلية الزهار بضعة اشهر عام 1996 تعرض خلالها للتعذيب الشديد كما تقول حماس نقل على اثرها الىالمستشفى وهو في حالة صحية حرجه . وقد راس الزهار مجلس ادراة مركز النور للدراسات والبحوث في قطاع غزة وله عدو مؤلفات فكرية وسياسية وادبية . وقد تعرض الزهار لمحاولة اغتيال صباح يوم الاربرعاء 10 سبنمبر 2003 حيث الققت طائرة قنبلة على منزله في حي الرمال بمدينة عزة تجم عنها اصابته بجروح طفيفة واستشهاد نجله البكر خالد ومرافقه واصابة زوجته وابنته وهدم منزله . وشغل حاليا منصب رئيس لقسم التمريض ومحاضرا في الجامعة الاسلامية بغزة ،وهو عضو المجلس التشريعي الفلسطسني عن قائمة الاصلاح والتغيير نائبا عن غزة واخيرا منصب وزير الخارجية في الحكومة الحمساوية المقالة . ( 15)
6. عزيز الدويك :
ولد د. عزيز سالم مرتضى الدويك في مدينة الخليل في 1/12/1948 ،وهو متزوج واب لسبعة ابناء وبنات ،ويحمل ثلاث شهادات ماجيستير في التبربية وتخطيط المدن والتخطيط الاقليمي ،كما يحمل شهادة الدكنوراه في التخطيط الاقليمي والعمراني من اجمعة بنسلفانيا في ولاية فيلالفيا بالولايات المتحدة ،الى جامب ذلك فهو داعية وخطيب . ويعتبر د. دويك والمكني بـ "ابو هشام" مؤسس قسم الجغرافيا في جامعة النجاح الوطمية بنابلس وراسه لسنوات طويلة واشرف على العديد من
ـــــــــــــــــــــــــــــ
( 15) موقع ويكبيديا ، موقع حركة حماس ، موقع القرار العربي.


رسائل الماجيستير والدكتوراه كما شغل منصب مدير العاقاتالعامه في حمعية اصدقاء المريض بنابلس . وهو رئيس اللجنة التربوية العليا لعدد من المؤسسات الخيرية كما انه عضو لجنة البحث العلمي في جامعة النجاح وعضو منتخب لمجلس كلية الادراب سابقا ،وعضو صياغة انظمة مجلس اتحاد الطلبة وعضو ومنتخب لتقابة العاملين في الجامعة وامين سرها وله العديد من المؤلفات منها كتبا المجتمع الفلسطيني .
يعتبر من اقطاب الحركة الاسلامية في فلسطين حيث انتمى مبكرا لحركة حماس وتعرض للاعتقال في سجونالاحتلال الاسرائيلي خمس مرات ،وتم ابعاده الى مرج الزهور عام 1992 برفقة 415 من قيادات الحركة الاسلامية وكان ناطقا باسمهم باللغة الانجليزية . ولكن بعد عودته من مرج الزهور ابتعد عن العمل السياسي . الا انه خاض انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في 25 يناير عام 2006 ،حيث راى ان المرحلة القادمة منعمل المجلس التشريعي ستتسم بالجدية والنزاهة وان منصب رئاسة المجلس يفرض على صاحبه ان يتعامل مع الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه وتوجهاته السياسية كما انه من اشد المنتقدين لاداء المجلس السابق ،واصفا اياه بالترهل وعدم الجدية . وهو سشغل منصب مدير العلاقات العامة في جمعية اصدقاء المريض بنابلس وهو ايضا محاضر في جامعة النجاح الوطمية ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بعد ان انتخب نائبا عن الخليل ، الاانالسلطات الاسرائيلية قامت باعتقاله مع عدد من الوزراء واعضاء المجلس التشريعي الفسطيني الحمساويين ردا على قيام حركة حماس باختطاف الجندى الاسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2007 . (16)
اسماعيل هنيه :
ولد اسماعيل هنيه في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة التى لجا اليها والداه من مدينة عسقلان عام 1962 عقب النكبة . وقد تعلم في الجامعة الاسلامية في غزة وتنشط في اطار لجنة الطلاب وقد تراس اللجنة لمدة عامين ،وفي عام 1987 تخرج منالجامعة الاسلامية بعد حصوله على اجازة في الادب العرببي ،وتولى العديد من المهام منها امين سر مجلس امناء الجامعة الاسلامية بغزة وعضو الهيئة الادراية العليا للجامعة الاسلامية وعضو لجنة الحوار العليا للحركة مع الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ومدير المكتب الشيخ احمد باسين وعضو القيادة السياسية للحركة ورئيس نادي الجمعية الاسلامية بغزة لمدة عشر سنوات تقريبا .وهنيه قيادي فلسطيني بارزفي حركة حماس شجنته السلطات الاسرائيلية عام 1989 لمدة ثلاث سنوات نفى بعدها الى لبنان عام 1992 ،وبعد قضاء عام في المنفى عاد الى غزة اثر اتفاق اوسلو وتم تعيينه عميدا للجامعة الاسلامية . وفي عام 1997 تم تعيينه رئيسا
ـــــــــــــــــــــــــ
(16 )موقع حركة حماس، ويكبيديا ،القرار العربي
لمكتب الشيخ اجمد ياسين وذلك عقب اطلاق سراح الشيخ من السجون الاسرائيلية ، وفي عام 2003 وبعد عمليه استشهادية حاولت عارة اسرائيلية استهداف قيادة حماس وقد جرح اثر ذلك في يده ، وقد تعزز موقعه في حركة حماس خلال انتفاضة الاقصى بسبب علاقته بالشيخ احمد ياسين وبسبب الاغتيالات السياسية لقيادات الحركة ،و في ديسمير عام 2005 تراس قائمة التغيير والاصلاح التي فازت بالاغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية ،وفي 16 فبراير 2006 رشحته حماس لتولي منصب رئيس الوزراء الفلسطيني وتم تعيينه في العشرين من ذلك الشهر وفي 30 يونيه 2006 هددت الحكومة الاسرائيلية باغتياله ما لم يفرج عن الجندى الاسرائيلي الاسير جلعاد شليط وفي 20 اكتوبر 2006 عشية انهاء القتال بين فصائل فتح وجماس تعرض موكبه لاطلاق النار في غزة . الا ان قام رئيس السلطة الوطنية الفلسطينة محمود عباس ابو مازن باقالة حكومته في نهاية عام 2007 على اثر قيام حركة حماس بالاستيلاء على مؤسسات حركة فتح في غزة وهو الامر الذي رفضت قبوله حركة حماس واصرت على التمسك بالحكم وهو ما فجر الخلافات بين الحركنين والتي ما زالت مشتعلة حتى الان (2008 ).(17)











ــــــــــــــــــــــــــــــ
( 17) http://www.palestinenfo.info/arabic/Hamas/leaders/khalid.htm)



خامس عشر :حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية :
قررت حركة حماس في عام 2005 المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وهو الامر الذي لم تقم به في الانتخابات التشريعية السابقبة عام 1996 حيث كانت تعتبر ان تلك الانتخابات تتم تحت مظلة اتفاقات اوسلو وانها لت تشارك بها بصفتها معارضة لاتفاقات اوسلو وفي 26 يتاير عام 2006 تم الاعلان عن نتائج ا لانتخبات التي تمخضت عن فوز كبير لجركة حماس في المجلس التشريعي بواقع 76 مقعد من اصل 132 مقعد مما اعطى حماس اغلبية في المجلس حيث حصلت على 60.6% من مقاعد المجلس بينما حصلت قتح على 32.6% ،مما جعل الجميع يتظر في اسباب وتداعيات هذا الفوز وتلمس التحديات التي تواجهها حماس في حال استلامها السلطة وقبل ذلك كان لابد من السؤال لماذا فازت حماس وفشلت فتح .فقد شكل هذا لاتساؤل علامات استفهام وتعجب في نفس الوقت كان حصاد الاقلام التي تناولت هذا الانتصار الحمساوي تدور خول نقاط محددة وهي :
1. عوامل متعلقة بحركة حماس : حيث استطاعت الحركة ان تحقق هذه النتائج التي لم تكن حتى ضمن توقعات الحركة نفسها لجملة من الاسباب اهمها :
· دور حماس في المقاومة والذي رفع رصيدها الشعبي .
· التاثير الديني الاسلامي خاصة في ظل فشل التجارب السابقة كالقومية واليسار اضافة الى تشجيع الدين الاسلامي للمقاومة وتقديم الخدمات الاجتماعية .
· تقدم الحركة برنامجا شاملا على المستوى السياسي والاجتماعي ،بالاضافة الة عدم ارتباط شخصياتها بالفساد كما هو الامر بالنسبة لبعض شخصيات حركة فتح .
· الخدمات التي قدمتها حماس للمجتمع الفلسطيني والمتمثلة في توزيع المعونات والحدمات الاجتماعية المختلفة للمحتاجيم والمتضريين جراء العداون الاسرائيلي ما جعلها بديلا اجتماعيا واقتصاديا عمليا للاوضاع الرسمية الفاسدة .
· الانضباط داخل صفوف الحركة فهي لم تشهد ما شهدته جركة فتح من انشقاقات في قوائمها الانتخابية وفي مرشحيها .
· الموقف الامريكي الرافض للتعامل مع الحركة والذي ادى الى رد فعل عكسي لدى الناخب الففلسطيني والذي اختار ما رفضته اسرائيل والولاياتالمتحدة ناهيك عن رفضه لمن يرتبطون باجنداتا هذه الاطراف خصوصا بعد ما كشفت المعلمات عن تمويل اجنبي لبعض المرشحين ومنهم مرشحين من حركة فتح .
· تقديم الحركة برنامجها السياسي بطريقة ناضجة وطرحها مواضيع الهدنة والمفاوضة عن طريق طرف ثالث اضافة الى التمسك بحيار المقاومة في حال استمرار اسرائيل برفض انهاء الاحتلال وادراك الشعب الفلسطيني الذي انتخب الحركة انها تدرك اللعبة الدولية والوضع الدولي وبالتالي اختارها لتحمل المسئولية وتمثيله في ظل هذه الظروف لتحقيق حقوقه والتمسك بها على صعيدي المقاومة والعمل السياسي .
2. العوامل المتعلقة بحركة فتح
· تمزق حركة فتح فقد كان عرفات قادرا على جمع الاطراف المختلفة للحركة نوعا ما بعكس ابو مازن ،وقد لوحظ ذلك بشكل رئيسي من خلال القائمة التي ترشحت اول الامر برئاسة مروان البرغوثي والتي كانت تؤدي الى انشقاق في حركة فتح ورغم الجهود التي بذلتها الحركة لمعالجة المشاكل الداخلية الاان جهودها لم تنجح ناهيك عن ان اتجاه فتح المقاوم لم يعط مرشحى الحركة وقاشمتها سندا .
· الفساد الذي شهدته السلطة خلال السنوا السابقة مما اثر على شعبية الحركة بشكل كبير واحدث الكثير من المطالبة بالتعيير داخل الحركة اولا وفي الشارع الفلسطيني ثانيا ،كما ان نسبة من الاصوات التي ذهبت الى حماس والنتعلقة برفع نسبتها لم تات حبا ورغبة في برنامجها الانتخابي بقدر ما هي رفض لبرنامج وقيادة حركة فتح .
· ادراك الشعب الففلسطيني لفشل عملية السلام وان الطرف الاسرائيلي لم بقدم شيئا يوازي التنازلات الكبيرة التي قدمتها فتح عبر السلطة كالاعتراف باسرائيل وحقها في احتلال جزء كبير من الاراضي الففلسطينية المحتلة.
· غياب الديمقراطية داخل خركة فتح حيث عقد اخر مؤتمر للحركة عام 1988 ولذلك فهي لم تجدد قياداتاها وتنظيماتها مما اوجد فجوة بين قياداتها وقواعدها الجماهيرية(18 )






ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 18) حركة حماس ومستقبل التطورات السياسية في فلسطين : دراسة غير منشورة (وزارة الاعلام السعودية )



وهكذا تحولت حمس من مقاعد المعارضة والمقاومة الى مقاعد السلطة والمقاومة وهو ما وضعها مام معضلة حيقة فقد قلب الفوز غب الانتخابات وتشكيل حكومة فلسطينية حمساوية معادلات كثيرة منها ما اصاب حماس نفسها التي شكلت حكومة ضمت وزراء من حماس وبعض المستقلين وذلك بعد ان رفضت كل القوى الفللسطسنية بمن فيهم تلك المتحالفة مع حماس من الخارج مثل الجيهة الشعبية لترحير فلسطين وحركة الجهاد الاسلامي المشاركة في الحكومة وذلك تحت ذرائع ختلفة تراوحت بين ضرورة قبول حماس منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا لجميع الفلسطنيين والاعتراف باتفاقاتها مع الاسرائيليين كما كانت الجبهة الشعبية تقول في تبرير رفضهاالمشاركة بالحكومة وبين رفض المشاركة في سلطة تستند الى مرجعية اتفاقات اوسلو كما بررت الجهاد موقفها . وباختصار تركت جميع القوى الفلسطينية حماس لتغرق في نجاحها ولم تضع في اعتبارها ان في غرق حماس اضعافا للمشروع الوطنى الفلسطيني برمته ،وبقيت حماس وحيدة دون أي ستد حقيقي وغدت حركة المعارضة المقاومة سلطة مطالبة بعرض برنامج وتبرير المسار وحمل اعباء شعب محتل وهكذا لم يعد خطاب الشعارات كاف فالشعارات نبدو الاقرب لاجابات معلبة على اسئلة سابقة اما البرامج فهي ردود انية تثير تساؤلات مع كل خطوة . وحركة المقاومة غدت مطالبة بالمراوحة بين مقاومتها وحياة الناس ومسارالسلطة . ففي السابق لم تكن النتائج الاقتصادية للهجمات العسكرية ضد اسرائيل تعني مقاتلي حماس كثيرا فهناك سلطة يجب عليها الببحث عن لول للازمات المعبشية لكن في ظل وجود قادة الحركة في الحكومة كان لابد من تغيير في الحسابات او على الاقل اعادة النظر من زاوية جديدة . اما اجتماعيا فالحركة التي استندت على الدوام الى شبكة الدعم الاجتماعي لم تعد متطوعة بل صارت مكلفة ومطالبة بالاهتمام باحتياجات الناس اليومية من تعليم وعلاج ومعيشة ،وذلك في ظل بنية تحتية متداعية وحصار اسرائيلي ومعونات عربية لا تقدم الا بعد دفع امان سياسية وهي تدفع بالاقساط لضمان ابقاء القارا الفلسطيني مرتهنا لها وفي الدائرة الاقرب اطار عرببي يراوح بين العجز والانخراط في مشروع التسوية باي ثمن .
لقد توقع الكثيرون ان تسقط الحكومة الحمساوية وتنهار تحت وطاة الحصار الاقتصادي لكنها لم تفعل وكان من المتوقع ان تسقط في ظل انفلات امني يستند لقوى محلية وزعامات تنظيمية خسرت الانتخابات ورفضت ان ترخي قبضتها عن السلطة فانخرطت لاعتبارات شخصية واقليمية في مشروع صدامات محدودة تفضي لزيادة معاناة الحكمةوافشال تجربتها لكن الجكومة غعبرت تلك الازمة في كل مرة بالحوارات والاتفاقات التي كان ابرزها اتفاقيتي القاهرة ومكة المكرمة . لكنها في المرة الاخيرة حسمتها في يونيو 2007 بحسم الصراع مع المحور المتورط في الانفلات الامنى والمدعوم من اطراف عربية .
وهكذا بعد عامين من فوزها التاريخي في الانتخابات التشريعيى الفلسطينية وجدت حماس نفسها مبيم مجموعة من المازق ابرزها :
· المازقالاقتصادي اذ عجزت عن تامين الرواتب اللازمة لادراة دفة الحياة في المتاطق الخاضعه للسلطة الفلسطينية ناهيك عن تامين الاموال اللازمة للاستثمار ومشاريع البنية التحتية .
· المازق السياسي : وجدت الحكومة نفسها مهمشة عربيا ودوليا ومن ذلك رفض الاردن ومصر وهما طرفان على صلة يومية ومباشرة بالوضع الفلسطيني ،استقبال اسماعيل هنية كما اصرت الدول الغربية على التعامل مع عباس مباشرة دون المرور بالحكومة .
· المازق الامني : اذ لم تستطع الحكومة فرض الامن في مناطقها وظلت اجهزة الامن التابعة لحركة فتح والتي كان يسيطر عليها تحديدا محمد دحلان ورجاله مصدرا من مصادر الاضطراب في مناطق الحكم الذاتي، حتى وقع الصدام بين قوى الامن الرائاسي التابعة لفتح والقوةالتنفيذية التابعة لحماس ، كذلك لم تستطع توفير الحماية للفلسطنيين من الهجمات الاسرائيلية المتكرره .
لكن الحركة في المقابل حققت عبر المشاركة في الانتخابات ثم الفلوز فيها وتشكيل الحكومة جملة نجاحات لعل ابرزها :
· نجحت في نقل رايها السياسي ومشروعها من مرحلة مشروع معارض الى مرحلة مشروع يحكم او علىالاقل يحاول ان يحكم.
· مكن الفوز الساحق للحركة من الحصول على شرعية قانونية جازل المجتمع الغربي المسمى بالمجتمع الدولي زاطراف عربية عدة الالتفاف عليه ، غير انهم فشلوا بسبب حجم الففز الذي منح الحركة اقل بقليل من اغلبية ثلثي اعضاء المجلس التشريعي .
· قطعت الطريق على أي محاولة لمواصلة عملية التسوية علىالقواعد التي استقرت عليها منذ انشائها .
· قطعت الطريق على أي قرارات من شانها تجريم المقاومة زتمهد لنزع سلاحها تحت حجة وقف الانفلات الامنى .
· من بين ثمار صعود حماس واستلام السلطة عودة الروح لمنظمة التحرير اذ لم يعد مطلوبا تصفيتها في المرحلة الراهنة بل باتت مظلة نستمد شرعيتها من التاريخ ،تحمي من انكشف عنهم الغطاء الشعبي في الانتخابات وهي ثمرة قد لا تؤتي اكلها قريبا لكن نصيب اشرعة المنظمة في بحر الاحداث المتلاطمة سيفضي على الارجح الى احدى نتيجتين : اما اصلاح المنظمة على قاعدة التغييراتالكبيرة التي شهدها المجتمع الففلسطيني منذ تم تحنيط المنظمة وحفظها بعهدة حرمة فتح او تحطيم اخر اصنام شرعيات تاريخية ماتت في الواقع وظلت منتصبة في الخيال تقاوم الجديد وتمنع كيلاده .
· افضي فوز حماس الى حث الادراة الامريكية على استنفار كل حلفائها في المنطقة منهم دل عربية دابت منذ سنين عدة على التاكيد انها تقبل بما يقبل به الفللسطنيون في وقت كانت القيادة الفلسطينية تطجن تحت وطاة فسادها وتصلب خيالها السياسي وفي ظل ضغوط امريكية واسرائيلية واوربية لا ترحم وكان الشعب محصورا بين قيادة شاخت وتقاوم الموت ومعارضة عاجزة ، لكن فوز حماس اعاد الروح للموقف العربي فقد باد لزاما على الجميع المشاركة بقوة في تدجين حماس ودفعها لتمرير ما سبق لمنظمة التحرير ان مررته (19 )












ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 19).(محمد داود : حماس والسلطة من يغير من ؟؟ ، مركز الزيتونه للدراسات 2007)ص : 199: 202)


وهكذا كانت حركة حماس والتي يبدو انها في مرجعيتها الدينية الصلبة كان من الصعب عليها الانتقال الانقلابي الى ماض شانه زلزلة هذه المرجعية والانفلات غير المحسوب من قواعدها ، ولن يكون يسيرا ان تبلغ براجماتية حماس طور اللتخلي عما دابت على وصفه بالثوابت تجاه اهدافها ووسائلها النضالية ،فذلك ان حدث فسوف ينال من شعبيتها وصورتها في المخيال الفلسطيني بالذات ، غير ان في سلوكيات هذه الحركة ما يشي بقدرتها على اتيان السياسة العملية بدون خسائر جسيمة في هذه الشعبية او ابداء الابتعاد عن ثوابتها السياسية بفجاجه ومن ذلك على سبيل المثال :
- اغماد السلاح دون التخلي عن انماط المقاومة المسلحة او الانصياع لمبدا نزع السلاح كليا ،تحت شعارالتهدئة ومنح فرصة لخيار التفاوض والمفاوضين .
- القبول شبه الواقعي باسرائيل عبرالتجاوب مع طرح فكرة الهدنة طويلة الاجل وكان مؤسس الحركة وزعيمها الشيخ احمد ياسين قد اعلن ذلك قبل زهاء عشر سنوات . فلا جديد لاعلان بعض قادة حماس امكانية التفاوض مع اسرائيل عبر اطراف ثالثة . ولكن الحركة تميز هذا الموقف عن قضية الاعتراف القانوني باسرائيل ما يجنبها وصمة التخلي عن واحد من اغر ثوابتها .
- الافصاح عن التعاطي مع دولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 1967 ، بدون التخلي عن حلو دولة من النهر الى البحر وهو ما ينفي عنها جدلا صفة الاغراق في اللاممكن والمستحيل وعدم النظر الى معطيات القضية الونطنية المنظورة راهنا .
- التعامل مع ابرز نتائج اتفاق اوسلو بدخول السلطة الوطنية شريكا فاعلا ، تحت شعار ان اوسلو باتت من الماضي ! هذا مع ان الارجح هو ادراك حماس ان فشل كثير من مطامح الاتفاق لا يعني زواله بالمطلق ، والا فما هو السند القانوني لاستثناء الضفة وغزة والقدس بالانتخابات التشريعية من دون بقية قطاعات الشعب الفلسطيني .
- عدم الاعلان عن رفض المبادرات العربية للتسوية مع اسرائيل ، وكذا التوصل مع الدول العربية المعاهدة لاسرائيل ، ورفض الانجرار الى مهاجمة اهداف اسرائيلية خارج فلسطين التاريخية.وفي ذلك ما يتعارض مع المفهوم الشائع عن دوجماتية حماس كحركة دينية مصمتة لا تتفهم قضية تقليل الاعدااء وتحييد بعضهم وطمانة دول المحيط الاقليمي الى انها ليست بوادر تعقيد حياتهم ، وانه رغم كون هذا المحيط امتدادا قوميا زدينيا لفلسطين المنشودة ، فانها تكتفي بدعمه السياسي وما تيسر له من اسناد لاهدافها الوطنية ، كما انه لا يعرف عن حماس تواصلها مع القوىالاسلامية الموصوفة بالغلو والتطرف والارهاب ، كطالبان وبن لادن واتباعه ومن على شاكلتهما وهذا يدرا عنها تكثير الاعداء اقليميا ودوليا .(20 )
الا انه من الاهمية التذكير انه لا مصلحة للفلسطنيين على اي مستوى من المستويات في العمل على استبعاد حماس او التصدي لانجازها ، فخطابا يشكل ظهيرا لهم على مضمارات التسوية السياسية والاصلاح الديمقراطي والتعبئة التنموية ، وهو اجمالا خطاب عاقل قابل للتطور يغرس اقدامه بثبات في ارض السياسة العملية ومقتضياتها الواقعية على الرغم من تحليق راسه في عالم الفضاء.

















ــــــــــــــــــــــــــــ
( 20)د. محمد خالد الازعر : حماس في السلطة ..حدود الثبات والتغيير( اسلام اون لاين ،26/1/2006)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بتعليقاتكم لخدمة هدفنا الاسمى في الاصلاح المنشود